الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة أدونيس: الشعوب العربية لا تستطيع أن تبني الديمقراطية لأنّ الفرد المسلم لم يولد بعد

نشر في  09 فيفري 2014  (18:15)

كان لحضور الشاعر السوري ادونيس يوم الجمعة 7 فيفري بنابل وقع خاصّ على كل الشعراء ومحبى الادب والشعر. فقد حضر فى امسية اليوم الافتتاحى لملتقى الشعراء العرب الذى انعقد بالمركز الثقافى نيابوليس الشعر والشعراء وكانت امسية متميزة بحضور قامة شعرية كبيرة مثلت علامة فى الشعر العربى الحديث.

القى ادونيس العديد من القصائد منها القديم ومنها الجديد ثم اعطيت الكلمة للمتدخلين الذين رحبوا به وتركزت تساؤلاتهم على محاور متعددة منها الشعرى ومنها السياسي ومنها النقدى وهي الزوايا المتعددة لشخصية ادونيس.

وكانت مداخلته للرد على هذه التساؤلات عميقة ومتميزة تعكس شخصية ادونيس الشاعر والانسان الذى لا يؤمن بقداسة اي نصّ رجل يؤمن بالتعددية وحرية التفكير وكانت ردوده تلخصّ ذلك مؤكدا ان الجمود الفكرى التى تعيشه الثقافة العربية الاسلامية مرجعها انها ثقافة نصية ترى مستقبلها فى ماضيها شخصية عربية لا تؤمن بالتغير وبالتطور وكسر الجسور مع الماضى، فالذات العربية ان ارادت ان تتطور عليها قتل السلطة الابوية وبناء نفسها بنفسها بادواتها الخاصة فأكدّ ان الحقيقة لا تكمن فى الماضى فالحقيقة امامنا وليست وراءنا مضيفا ان الهوية ليست وراثية وانما الهوية تصنع وتبتكروانه فى البدء كانت الكثرة لا الواحد وذلك فى اطارنقده للسلطة الواحدة والمرجع الواحد.

 وفى خضم حديثه عن الثورات العربية رأى أدونيس أنّ الشعوب العربية لا تستطيع ان تبني الديمقراطية لسبب اساسي وهو ان الفرد المسلم لم يولد بعد!! فليس هناك فى المجتمعات الاسلامية فرد هو سيّد نفسه وسيد مصيره وسيد ارادته بل هناك امة وجماعة. وعدم ولادة هذا الفرد يعنى استحالة وجود حقوق الانسان وديمقراطية التي تقوم اساسا على الفردانية واحترام المواطن. وأكد كذلك أنّ الانسان العربي ليست له اية قيمة هو يقتل كل يوم ببشاعة دون وجود اي بيان عربي لتوقيف هذه المهازل.

كل هذه المواضيع يقول ادونيس انه طرحها فى شعره بشكل ما فالقصيدة عنده تعكس المجتمع والتاريخ غير ان مشكلة الشعر بالاساس هي مشكلة قراءة مضيفا ان من اهم العوائق فى تقدم الثقافة عندنا هو توظيفها للحاضر من اجل الماضى الماضى بمعناه الدينى فثقافتنا اما تستعيد الماضى وامّا تستعيد التجربة الغربية فليس هناك ثقافة تنبع من التراث لتطرح اسئلة اساسية: كيف ننتج فكرا جديدا؟ كل همّهم هو من يمسك بالسلطة لكن هل هناك برنامج لتغيير المجتمع عوض تغيير السلطة؟

واكد فى الاخير ان تجربته الشعرية لا يمكن ان يتوافق عليها كل الناس وانه يجتهد فمرة يصيب ومرة يخطئ ووحده الذى لا يعمل هو الذى لا يخطئ!

يترك ادونيس المكان ليفسح المجال لملتقى الشعراء العرب دون الشعراء التونسيين او بحضور محتشم وهي نقطة استفهام كبيرة عبر عنها الكثير من شعرائنا، حضور تونسي محتشم امام حضور شعراء عرب لا معرفة لنا بتجاربهم ولا باسمائهم، كما كان هناك نوع من الارتباك فى التنظيم يمكن تفاديه فى الدورات المقبلة للملتقى.

ابتســـــــــــــــــام القشوري